حفظ القران فى شهرين يحقق نتائج باهره

في الأردن.. مشروع حفظ القرآن الكريم في شهرين يحقق نتائج باهرة

27/8/2007وكالات - عام

الاعتكاف على حفظ كتاب الله تعالى في غضون شهرين فكرة جديدة طبقتها جمعية المحافظة على القرآن الكريم في اربد في مقر مركز اليرموك القرآني حيث تم اختيار (40) طالباً من 35 مركز تحفيظ في محافظة إربد وفق شروط ومعايير ثلاثة، أولها أن يكون الطالب منتسباً للمراكز القرآنية وثانيها أن يكون حافظاً لعشرة أجزاء من القرآن على الأقل وثالثها أن يكون ملتزماً أخلاقياً.وتم تقسيم هؤلاء الطلبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة إلى ثماني مجموعات، كل منها مكونة من ستة طلاب ولها مشرف، حيث يبيت هؤلاء الطلبة في المركز من صباح يوم السبت وحتى مساء الخميس من كل أسبوع ضمن برنامج يومي مكثف من الحفظ يتخلله بعض الأنشطة الترفيهية والفعاليات المختلفة. وقد دخل المشروع حيز التنفيذ في 16/6/2007م ويستمر لغاية 18/8/2007م حيث سيختتم بحفل ختامي يعقبه رحلة عمرة للحفاظ الذين أتموا حفظ القرآن الكريم كاملاً، بالإضافة الى تقديم جائزة نقدية عينية مقدارها 50 ديناراً لكل حافظ لكتاب الله.

وقد سعت جمعية المحافظة والقائمين على المشروع الذي قدرت تكلفته الإجمالية بـ(15000) دينار إلى إضفاء أجواء تساعد على الحفظ تمثلت بتوفير مبنى مكون من أربعة طوابق تابع لجمعة المحافظة واستئجار طباخ مقيم وعامل لأعمال التنظيف، واستقطبت خيرة المشرفين الذين اختارتهم على أسس ومعايير مهنية وتربوية وسرعان ما جنت الثمار سريعاً إذ تمكن حتى الآن (28) طالباً من إتمام حفظ القرآن الكريم كاملاً في زمن قياسي، ومن الجدير بالذكر أن المحسنين والمتبرعين هم الذين غطوا نفقات وتكاليف المشروع.

حول دوافع هذا المشروع يقول رئيس الهيئة الإدارية للجمعية في إربد عبد الكريم الخطيب: « هذا المشروع كان وراءه الهدف العام للجمعية وإعلان عام 2007م عاماً للحفظ، لذلك قام فرع إربد بتبني هذا المشروع ألا وهو تحفيظ القرآن الكريم خلال شهرين لمجموعة من الطلاب، وقد عممنا على مراكزنا أن ترسل لنا الطلاب الحفظة أو الذين لديهم ملكة في الحفظ وبفضل الله تم إرسال أربعين طالباً من مراكزنا وهناك خمسة عشر طالباً ليسوا من المراكز ولكنهم من أبناء المنطقة وأبناء المحسنين وهؤلاء لا تنطبق عليهم الشروط ولكننا قبلناهم كنوع من الحافز لأهلهم ولذويهم الذين يتبرعون ويدعمون هذه الجمعية باستمرار وهم لم يتخرج منهم إلا واحد فقط».

وبخصوص البرنامج اليومي للطلبة في هذا المشروع يضيف الخطيب: «يبدأ البرنامج اليومي من صلاة الفجر حيث ينهض الطلاب لصلاة الفجر ويصلون الفجر جماعة في المجمع وبعد صلاة الفجر يكون هناك موعظة قصيرة لأحد المشرفين ثم تبدأ فترة الحفظ الأولى وتستمر حوالي ساعتين بعد ذلك يستريح الطلاب لمدة ساعة ونصف تقريباً ثم يتناولون طعام الإفطار وتبدأ فترة الحفظ الثانية في تمام الساعة التاسعة صباحا حتى الظهر وبعد صلاة الظهر يكون هناك استراحة غذاء ونوم إلى العصر وبعد صلاة العصر تبدأ فترة الحفظ الثالثة حتى صلاة المغرب وبعد المغرب يكون هناك مراجعة للمحفوظ اليومي حتى يتمكن الطالب من حفظ القرآن الكريم وبعد ذلك صلاة العشاء ثم العَشاء والنوم ما بين 10.30- 11.00 ليلاً، كذلك يوجد لدنيا برنامج معد للأنشطة الترفيهية لمنع الملل لدى الطلاب وقد استعنا بمدرب دولي لممارسة الأنشطة والفعاليات التي ترفه عن هؤلاء الطلبة إضافة إلى أنه يوجد رحلات سباحة ورحلات إلى الحدائق العامة ويوجد كذلك أنشطة ومواعظ ولقاءات مع بعض الوجهاء والمحسنين».

وتابع الخطيب: «هناك نظام من الحوافز لتسريع الحفظ وهو عبارة عن حوافز مادية حيث يعطى للطالب عشرة قروش على حفظ الصفحة وأحياناً خمسة عشر قرشاً وقد تصل إلى ربع دينار إذا كان هناك بطء في الحفظ حتى نسرع عملية الحفظ وبفضل الله أحد الطلاب أنجز (53 صفحة) خلال يوم واحد ما يعادل جزئين ونصف وهذا من الانجازات الضخمة التي نفاخر بها، كذلك من نظام الحوافز أن يشارك الطالب في الأنشطة أو لا يشارك فإذا حفظ المطلوب منه يشارك في النشاط وإذا لم يحفظ يبقى حتى يتم الحفظ وكذلك الحافز الآخر الذي ينتظرونه جميعاً وهو رحلة العمرة للحفاظ الذين أتموا حفظ القرآن الكريم كاملاً فقط، أما الذين لم يتموا حفظ القرآن الكريم فيمكنهم أن يخرجوا مع زملائهم الحفظة شرط أن يدفعوا تكاليفها».

وتطرق الخطيب إلى موضوع تكرار هذا المشروع في الأيام القادمة قائلاً: «بسبب نجاح هذه الفكرة من خلال ما لمسناه من إنجاز سنكرر هذه التجربة مراراً وأتمنى من جميع فروع جمعية المحافظة على القرآن الكريم في المملكة أن تحذوا حذونا وأن تبادر في العام القادم بإقامة مثل هذا المشروع الضخم حتى يتم تخريج حفظة للقرآن الكريم يخدمون الوطن الطيب ويصبح لدينا الطبيب القرآني والمهندس القرآني والعامل القرآني والمزارع القرآني وكل فئات المجتمع رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً أن يصبحوا قرآنيين بأخلاقهم وتعاملاتهم».

كما أشاد الخطيب باسم جمعية المحافظة على القرآن الكريم في فرع إربد بجميع الداعمين والمساهمين في انجاح هذا المشروع وعلى رأسهم المحسنون الذين ساهموا بأموالهم وجهدهم وأثنى على القائمين والمشرفين على المشروع وعلى جميع المؤسسات التي دعمت المشروع وبالأخص نقابة المهندسين.

وحول أبرز المعوقات والتحديات التي واجهت الجمعية والقائمين على المشروع يقول المشرف العام على المشروع غالب الزيوت: « المعوقات كثيرة ومن أبرزها ضيق المكان حيث أن هذا المجمع معد ويتبع له 32 مركزا وكل الأنشطة العامة للمراكز تعقد في هذا المجمع كالامتحانات التمهيدية والمتقدمة والاجازة وديوان الحفاظ ولقاء اللجان النسائية ولقاء اللجان الإدارية ومراجعة الأخوة الموظفين وبالتالي هناك حقيقة ضغط كبير على هذا المجمع وليس هنالك مكان آخر بديل للقاء هؤلاء الطلبة في الملتقى القرآني فهذه كانت من أبرز المعوقات. كذلك صعوبة الوضع المالي حيث إن التكلفة المالية لهذا الملتقى تقدر بـ(15000 دينار) وليست هنالك جهات داعمة سوى إخواننا المحسنين جزاهم الله كل خير وبالتالي هنالك ضغط على إخواننا المحسنين في الدعم لمثل هذا المشروع وغيرها من المشاريع الكثيرة، وهذا جعلنا نحتاج إلى كثير من التبرعات لتغطية مثل هذه النفقات المترتبة على الملتقى، أيضاً من المعوقات الأخرى كثرة العدد حيث إنه دخل على خط الطلاب قرابة خمسة عشر طالباً هم ليسوا من طلاب المراكز ولا تنطبق عليهم الشروط وبالتالي كان هنالك زيادة عدد الطلاب في الملتقى لمثل هذا اللقاء».

وحول موضوع تقييم المشروع ومدى الرضا عن الأداء العام أضاف الزيوت: «تمكنا بحمد الله من تحقيق نتائج مذهلة وكانت النتائج فوق توقعاتنا. كان من المتوقع في بداية الملتقى أن يوجد 20-25 حافظا للقرآن الكريم إلا أنه وبسبب جهود الأخوة المشرفين والقائمين على هذا الملتقى تمكنا من تحقيق نسبة حفظ أعلى من المتوقع وقبل موعد نهاية أعمال الملتقى، وفي الأعوام القادمة سيتم تفريغ أحد المراكز التابعة لهذا الفرع تفريغاً كلياً من جميع الأنشطة وسيكون مخصصاً فقط لمثل هذا الملتقى القرآني بحث لا يمارس فيه أي نشاط لجمعية المحافظة على القرآن الكريم أو لأي مركز من مراكزنا وسيكون أعداد الطلبة محدودا لمثل هذا الملتقى أما موضوع الدعم المالي سيتم توزيع الأخوة الطلاب على مجموعة من المحسنين بحيث يتكفل كل محسن مجموعة من الطلبة وسيتم تشكيل لجنة لغاية جمع التبرعات من إخواننا المحسنين».

وقال بعض الطلبة المشاركين في الملتقى القرآني والذين أتموا حفظ القرآن الكريم كاملاً قبل موعد نهاية الملتقى بزمن قياسي. الحافظ محمود قاسم يقول: «هذا مشروع قوي جداً ومشروع مميز ويظهر لنا ولجميع الأمة الإسلامية أننا نهتم بالمصحف الكريم، والصعوبات التي واجهتنا في حفظ القرآن الكريم هي صعوبة بعض الصفحات وصعوبات الروتين المتكررة ونحن راضين عن هذا المشروع ونتمنى لو يستمر فترة أطول».

أما الحافظ محمد القضاة الحاصل على معدل 96% والحائز على المركز الأول في مسابقة الحديث الشريف على مستوى المملكة فقال: «أظن أن هذا المشروع يقع تحت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها» و جمعية المحافظة على القرآن الكريم عادتها دائماً متكررة في الحرص على تحفيظ كتاب الله تعالى، في بداية الملتقى شعرت بتغيير نمط المعيشة لكن الإنسان عندما يتذكر الهدف الذي أتى من أجله تخف عليه الصعوبة ولو كان في أي مكان والحمد لله الهدف الذي جئنا من أجله هو حفظ كتاب الله تعالى وأظن أنه الهدف الأسمى والأرقى في هذه الأيام لمن كان عاقلاً».

أما عن طموحه بعد حفظ القرآن الكريم فيقول: «طموحي لا حدود له وهذا طبع كل من يحفظ القرآن الكريم لأن علم القرآن هو عبارة عن بحر لا ينتهي بانتهاء حفظ القرآن الكريم وإنما تثبيته والارتقاء إلى علومه الأخرى من تفسير وأسباب نزول وآيات متشابهات وأنا أطمح أن أدرس في الجامعة تخصص تفسير وقراءة».،

أما الحافظ حمزة ربابعة فيقول: « جمعية المحافظة على القرآن الكريم سعت لاستغلال الوقت الذي يضيعه الشاب في العطلة الصيفية ووقت الفراغ الذي يمتلكه الشباب ويضيعونه في ما لا فائدة فيه ليكرسوا أنفسهم خلال شهرين لحفظ كتاب الله تعالى والأخلاق التي يجب ان يتحلى بها حافظ القرآن الكريم وكل مسلم. أما عن رضاي عن هذا المشروع فأقول بأن هذا المشروع ناجح بمقدار 100% حيث أنه لو خرج حافظ واحد للقرآن الكريم هو ناجح 100% فكيف به إذ خرج حتى الآن 28 حافظاَ لكتاب الله».

أما عن طموحه بعد أن أنهى حفظ القرآن الكريم فيقول: «انظر إلى أن أرتقي بعلوم القرآن وأيضاً إلى الربط بين إعجاز العلوم الطبية مع آيات القرآن الكريم بما يسمونه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وأطمح إلى تفسير بعض الآيات وربطها بالواقع لتكون بإذن الله حجة لنا على أعدائنا».

[b


جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الذى يعطى لناو لاخواننا وأخواتنا وأبنائنا دفعه وعزيمه قويه على حفظ كتاب الله تعالى.